عرائس الماريونت " بخانيونس" .. خيوط وأصابع صغيرة تناقش قضايا كبيرة
غزة - المكتب الإعلامي
بقدرة فنية عالية على تحريك خيوط عرائس الدمي يمينًا ويسارًا، وعلى مسرح خشبي
صغير وبنكهة كوميدية ،استطاع فريق التمثيل
في مركز بناة الغد ان يجذب انتباه وتفاعل
جمهوره في عرضه المسرحي الأول "تعظيم سلام ".
العرض المسرحي والذى جاء كنتاج لاختتام الدورة
المكثفة ل"فن الماريونت "والتي استمرت على مدار 3 شهور لمجموعة
من فتيان وقتيات مركز بناة الغد عكس المهارات والقدرات التي اكتسبوها بداية
من رسم الشخصيات والتشكيل والكتابة
الإبداعية، مرورا بصناعة المواد التي تم منها صناعة الشخصيات( عجينة الورق
والألوان والخيوط و والقص والخياطة ،غيرها) وصولا لطريقة النطق بألسنة الدمى،
وطريقة تحريكها بشكل ينسجم والكلام والحركات، وإيماءات الجسد.
ودارت فكرة العرض الذى ناقش قضية العنف المبني على النوع
الاجتماعي (العنف الأسري) حول كائنين من الفضاء يريدان أن يصادقا طفلين من كوكب
الأرض، لكن الطفلين يتعرضان لعنف أسري وتنمر، وأثّر ذلك على سلوكهم تجاه أسرهم
وأصدقائهم، ومن ثم يتعلم الطفلان المسامحة والعفو والمبادئ والقيم التي تنشر
ثقافة الحوار والسلم المجتمعي.
وقالت مدير مركز بناة الغد امال خضير " اننا في جمعية الثقافة والفكر الحر نعمل على
صقل مواهب الأطفال في شتى المجالات ونمكنهم من المهارات والأدوات ليستثمروها بشكل
ابداعي في التعبير عن انفسهم وعن قضاياهم ، ثم نقل تجاربهم لأقرانهم من الأطفال
الآخرين".
وأوضح مهدي كريرة مدرب الدورة أنّ مسرح العرائس
"الماريونيت" يجمع بين العديد من الفنون والمهارات، أبرزها: الرسم،
النحت، التصميم، لصناعة الدمى وتركيب أجزاء الجسم، وكذلك الكتابة الإبداعية،
وإنشاء سيناريو الحوار، الإلقاء الصوتي، الإضاءة، الإخراج، الوقوف على المسرح،
آلية تحريك الدمى والتحكم بالخيوط، التعاون بين أعضاء الفريق، مبينًا أن مسرحية
"تعظيم سلام" جاءت إثر تدريبات مكثفة على جميع المهارات المذكورة.
وقال
محمد عوض مشرف التدريب بمركز بناة الغد: إن "الهدف من إدراج هذا النشاط ضمن
مسرح الطفل هو المساهمة في طرح القضايا الخاصة بالفتيان والفتيات بأسلوب كوميدي أو
درامي، إلى جانب الاهتمام بتطوير وتنمية مواهبهم في شتى المجالات، ثم نقل تجاربهم
لأقرانهم من الأطفال الآخرين".
وبينت هويدة الدريملي مشرف إدارة حالة في المراكز
التربوية أن مسرح العرائس "الماريونيت" يستهدف مجموعة من الأطفال لصنع
الدمى وتحريكها من جانب فني في الظاهر لكن له دلالته وأبعاده من جانب اجتماعي
لمناقشة وعلاج بعض القضايا النوعية، مؤكدة أنه سيتم اعتماده مستقبلاً خلال الورشات
بمشاركة عدد من المدارس والمؤسسات التربوية للتوعية بكثير من القضايا التي تخص
الأطفال لا سيما التي ترتبط بالجوانب النفسية لمدى أثرها البالغ على الأطفال.
وتزينت وجوه المشاركين/ات بابتسامتهم بعد انتهاء
العرض باعتبارهم محظوظين في المشاركة في نشاط جديد يتم عرضه كأول مرة في خان يونس؛
وهو ما عبرت عنه الفتاة رؤى بريكة بأنها تفتخر بمشاركتها في هذا العرض، ولأنه
علّمها كثير من الفنون، وما دفعها لذلك هو الفضول وحب المغامرة، فيما ذكر الفتى
محمد الحلاق أنّ مشاركته في هكذا نشاط لاكتساب خبرات في التصميم والتركيب لا سيما
وأنه يمتلك موهبة الاختراع والابتكار، وعنده اهتمام في كيفية تصنيع وتصميم
الروبوتات.