"الفن سفير التغيير"... اعمال فنية واعلامية تناقش الهجرة الغير شرعية ومخاطرها .
خانيونس :
جسدت صور فوتوغرافية ولوحات تشكيلية وافلام قصيرة واغانى لمجموعة من الفنانيين التشكيليين والفوتوغرافيين والموسيقيين الهواة فى قطاع غزة ،حياة وواقع الشباب الغزى المهمش فى ظل الحصار والانقسام ، ولجوءه للهجرة الغير الشرعية لاعتقاده انها الخلاص من واقعه دون النظر لكم المخاطر التى سيعيشها وصدمتة بالواقع فى حال نجاحه .
جواز سفر خلف قضبان ،واخر مسافر عبر قارب او يرتدى سترة نجاة ،واخر تتقاسمه الايادى كوجبة غذاء، واخر محور صراع واقتتال ، وجواز سفر مسجون داخل زجاجة ، وصور فوتوغرافية ولوحات تشكيلية اخرى متعددة عرضت ،صباح اليوم الثلاثاء ، خلال افتتاح فعاليات "الفن سفير التغيير" ، الذى ينفذه المركز الثقافى التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر فى مسرح الهلال الاحمر بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة .
وقال معتصم الخطيب احدى المصورين المشاركين : المعرض ضم نحو 20 صورة فوتوغرافية تم اختيار فكرة الصور عبر ورش تفاكرية مع المشرف على تدريب المصور الفنان عبد الرحمن زقوت ، واختارنا للتعبير عن قضية الهجرة الغير الشرعية ومسبباتها من حصار وانقسام ومخاطرها صور تركيبية لجواز السفر الفلسطينى بأشكال فنية جمالية متعددة .
ولم تبعد كثيرا اللوحات التشكيلية عن فكرة الصور وتقول الفنانة الشابة مديحة المجايدة : سعينا مع فريق الفن التشكيلى التى اشرفت على تدريبه الفنانة نورين جودة مناقشة مخاطر الهجرة الغير شرعية ب 25 لوحة فنية تمازجت ألوانها بين القاتم والفاتح لتعبر عن فكرة التناقض بين الحلم وصدمة الواقع ، مشيرة الى ان الكثير من الشباب الفلسطينى دفعوا أرواحهم ثمنًا جراء الهجرة غير الشرعية فارين إلى قدر أكثر ظلمة.
وحول برنامج " الفن سفير التغيير" قالت بثينة الفقعاوى منسقة الأنشطة المجتمعية في المركز الثقافي " هو تجمع شبابي سنوي تعقده جمعية الثقافة والفكر الحر – المركز الثقافي، يضم موهوبين وخبراء في مجال الفن التشكيلي، التصوير الفوتوغرافي، الأدب، الموسيقى، الغناء، يعملون معاً ضمن ورشات عمل مخصصة تتيح نشوء علاقات إيجابية فيما بينهم وتتيح للمواهب فرصة الاحتكاك بالخبراء وبالتالي تعزيز المواهب وتحقيق نمائها بشكل سلس، مريح، وآمن، وتعمل على مساعدة المشتركين في توظيف الفن والإبداع في عملية التغيير المجتمعي. من خلال معالجة القضايا الشبابية".
فيما تفاعل الجمهور بشكل قوى وصفق كثيرا للعرض الموسيقى الغنائي الذى انفرد بخمس اغنيات خاصة من تأليف وتلحين فرقة المركزالثقافى ، حيث لامست كلماتها والحانها واقعهم واحلامهم وخاطبت بشكل ابداعى طاقاتهم الكامنة للانطلاق نحو تحقيق الذات وصناعة احلامهم .
فيما تناولت عروض الافلام التى جمعت بين التمثيلية والتوثيقية قصص عن أشخاص هربوا للنجاة بحياتهم، أوبقصد السعي لمستقبل أفضل، وعن آمال أُحبطت، وعن الفرار والعالقين وعن الوصول وما يترتب بعده"..
ومن جهته قال مدير المركز الثقافى حسام شحادة : نحتفى اليوم بمخرجات لسلسلة الورش الفنية "الفن سفير التغيير"، لتعزيز الوعي الاجتماعي عبر الأعمال الأدبية والتشكيلية الموسيقية والإعلامية بقضية الهجرة الغير شرعية ومخاطرها على المجتمع ، والتي أطلقها المركز في نسخته الثانية ، مشيرا الى الانتاج الاول ناقش قضية "مناهضة اشكال العنف المجتمعي والسياسي الذى تتعرض له النساء".
واضاف شحادة : ان المركز يسعى من خلال هذا البرنامج وضمن مشروع " اشراك الشباب " إلى تحفيز الطاقات الكامنة لدى الشباب واحتضان وتشجيع المواهب وتنميتها ودعمها، بما يسهم في تعزيز رسالة الشباب ، وتمكينهم من تحقيق ذاتهم واحلامهم .
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أظهرت نتائج مسح الشباب الفلسطيني 2015 أن حوالي 24% من الشباب (15-29) سنة في فلسطين لديهم الرغبة للهجرة للخارج، ويبدو أن الأوضاع السائدة في القطاع دور في زيادة نسبة الرغبة في الهجرة للخارج، إذ بلغت نسبة الشباب الذين يرغبون في الهجرة للخارج في قطاع غزة 37% مقابل 15% في الضفة الغربية. كما يلاحظ أن الذكور الشباب أكثر ميلا للتفكير في الهجرة للخارج مقارنة بالإناث الشابات إذ بلغت هذه النسبة للذكور 29% مقابل 18% لدى الإناث الشابات .